عصام نبوى
محارم فى عيادات الأطباء
الأربعاء، 20 يناير 2010 - 20:04
Bookmark and Share Add to Google
تخيل نفسك رب أسرة، هذا إن لم تكن بالفعل، ولك زوجة أو ابنة يافعة أو شقيقة، وسمعت عن جرائم بشعة وفواحش وموبقات تحدث داخل عيادات ومراكز للعلاج تحت عشرات المسميات..
بماذا ستشعر حينئذ، بماذا ستشعر وأنت تتابع أبشع القضايا الإنسانية عندما تتعدد البلاغات عن أطباء مشاهير ومغمورين المفروض أنهم أقسموا أمام الله عز وجل وأمام نقابتهم بأن يكونوا بلسماً لشفاء الناس، وملائكة لرفع الآلام والأحزان عن المرضى والمجروحين، حولوا مراكزهم وعياداتهم إلى شقق للدعارة مستخدمين جميع الأدوات والآلات التى يعشقها محبو الأفلام البورنو..
ما إحساسك عندما تعلم أن قضايا كثيرة تورط فيها أطباء بتصوير مريضاتهم فى أوضاع مخلة دون علمهن أو بعلمهن، ومارسوا الرذيلة مع أخريات، وصنعوا من المشاهد مادة للمتعة والتباهى أمام الأصدقاء على الموبايلات ومواقع الإنترنت، ثم حكم عليهم ببضع سنوات أو أشهر..
بالله عليك، هل ستثق أن تذهب زوجتك أو ابنتك أو شقيقتك إلى بعض الأطباء حتى لو كانت سمعتهم أنصع من البياض، وأنت تعلم أن طبيعة الكشف قد تستغرق وقتا طويلا، خاصة مع فنانى طب الأسنان ومهندسى طب العلاج الطبيعى وعباقرة طب النساء..
أنا أعلم أن البعض قد يتهمنى بالمبالغة وأن هذه الحالات فردية ولا يجوز استخدام التعميم لإرهاب الأسرة من عيادات أطباء الأسنان والعلاج الطبيعى والأمراض النفسية والنساء، حتى لو كانت المريضة تمكث فترات طويلة فيها بحكم طبيعة هذه الأمراض، فالمهنة نقية وشريفة ولا يجب وصمها بهذه الاتهامات، ولكن ألا ترى معى أن ما حدث ويحدث قد يشكك أى عاقل ويبث الريبة فى نفسك، خاصة مع ضعف نفوس بعض الأطباء، فهم أولا وأخيرا بشر تتملكهم غريزة الشهوة والعاطفة والحب، كما أنهم ليسوا جميعا ملائكة.
ألا تتفق معى أن طبيب الأسنان يقترب من مريضاته جدا لحفر ضروسهن ويلمس خدودهن ويضغط على شفاههن، وطبيب العلاج الطبيعى يعالج مريضاته وكأنه مدرب أحمال فى ملعب كرة القدم، خاصة وأن عمله يقتضى فرد وثنى سيقان مريضاته وأيديهن، ناهيك عن طبيب النساء الذى له الحق فى الوصول لأى مكان أثناء فحص جسد مريضاته.
أليس ما حدث فى عين شمس منذ أيام ومنذ فترة بالوراق ومن قبله بمنطقة الدقى هو بالفعل أمر خطير، مع تكرار نفس المشاهد البشعة التى هتكت عرض كثير من الأسر المصرية باختلاف المكان والزمان ونوعية تخصص الطبيب.
ألا يدفعنا هذا إلى التوقف لحظة قبل اختيار الطبيب والاهتمام بأولوية البحث عن الطبيبة قبل الطبيب مع هذه النوعية من العلاجات، أنا لا أشكك ولكن سدا للذرائع طالما أصبح الأمر بمثابة فضيحة لا تقل خطورة عن الفضائح التى بلينا بها فى الفترة الأخيرة.
فى النهاية، أعتقد أن أسعد الناس بما حدث هم مشايخ السلفية، الذين سيجدون فى الأحداث الأخيرة مادة لخطبهم الرنانة عن الخلوة بالمرأة حتى لو كانت مع طبيب أقسم على أن يصون أدبيات مهنته، ومن المؤكد أيضا أن فتواهم بتواجد المحرم مع المريضة داخل غرفة الكشف ستجد صدا إيجابيا بعد هذه الوقائع المخزية.
لينك الخبر
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=179992