بعد صمت 30 عاما --طبيب العلاج الطبيعي الخاص بالرئيس عبد الناصر يؤكد: لم يمت مسموما

بعد صمت 30 عاما --طبيبه يؤكد عبد الناصر: لم يمت مسموما
بعد صمت 30 عاما

طبيبه يؤكد عبد الناصر: لم يمت مسموما
عندما انتقل الرئيس المصري جمال عبد الناصر، إلى جوار ربه، كان نبأ وفاته أقرب إلى الصاعقة التي نزلت على رؤوس العرب، والملايين ممن عرفوه في العالم. فالرجل كان خارجا من قمة عربية عقدت في القاهرة لحقن دماء الفلسطينيين والأردنيين ووقف نزيف (أيلول الأسود)، وفرغ للتو من وداع القادة العرب المشاركين في القمة، ليأتي الخبر المشؤوم من الإذاعة المصرية عن وفاة الرئيس جمال عبد الناصر.

ولأن الناس لم يكونوا كلهم يعلمون أن عبد الناصر مريض، ولم يكن كبيرا في السنن حيث لم يتجاوز عمره 52 عاما، وكانوا يعلمون أنه العدو الأول للاستعمار العالمي، في الوطن العربي ـ آنذاك ـ لم يصدقوا أن وفاته طبيعية. مع إيمانهم بان الموت حق، وليس بعيدا عن الكبير أو الصغير، والمريض أو السليم.

وكانت المقولة الأشهر التي ترددت في جميع أرجاء الوطن العربي أن جمال عبد الناصر مات مسموما ضمن مؤامرة لإلحاق الهزيمة بالعرب عبر تغيب قائدهم وترتيب أوضاع جديدة مهيأة للتعاون مع الغرب، والصلح مع الكيان الصهيوني.

بمناسبة ذكرى مولد الرئيس جمال عبد الناصر تحدث الدكتور أحمد عبد اللطيف، طبيب العلاج الطبيعي الذي عالج عبد الناصر منذ شهر شباط سنة 1968، حيث تم شفاؤه مع بداية سنة 1969، ونفى كل مما تردد عن أن عبد الناصر مات مقتولا بالسم البطيء، عن طريق عملية التدليك التي خضع لها أثناء علاج عضلات ساقه.

وأكد الدكتور أحمد عبد اللطيف أنه هو الطبيب الوحيد الذي قام بالعلاج الطبيعي للزعيم الراحل، من واقع عمله طوال 15 عاما كأول اختصاصي علاج طبيعي داخل الجيش المصري، وأن جمال عبد الناصر لم يعالج بواسطة التدليك، حتى يموت بالسم البطيء. وعالج الدكتور عبد اللطيف بعد عبد الناصر كلا من المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية المصري في حرب أكتوبر، وممدوح سالم رئيس وزراء مصر الأسبق.

لا تدليك
· قيل إن الرئيس عبد الناصر قتل بالسم البطيء بواسطة ك؟

ـ هذا كلام فارغ وباطل، ولا أساس له من الصحة أو الصدق، شكلا وتفصيلا. لقد كنت طبيب الرئيس طيلة شكواه من كسل في بعض عضلات قدميه. وكانت شكواه لا تستدعي أكثر من عمل جلسات تنبيه كهربائية لهذه العضلات. أما من ذكر أنه قام بتدليك الرئيس بمرهم يحتوي على مادة سم بطيء، فهو كاذب، والكل يعلم مصيره. (وكان الدكتور علي العطيفي، عميل الموساد وعميد معهد العلاج الطبيعي الأسبق، والذي مات في سجنه بعد أن أصيب بالعمى، وهو يقضي عقوبة خيانة الوطن، قد أدعى ذلك). ثم من كان يستطيع أن يذكر أمام الرئيس كلمة (تدليك)؟ إن الرئيس لم يكن بهذه الرفاهية، وأنا أسجل لكم أنني كنت الطبيب الوحيد الذي عالج الرئيس عبد الناصر كعلاج طبيعي، وذلك بشهادة الدكتور الصاوي، كبير أطباء الرئيس. وما دون ذلك فهو باطل.

· متى كانت بدايتك في هذا المجال؟

ـ بدأت عندما تم اختياري لدراسة العلاج الطبيعي في بعثة إلى يوغسلافيا للحصول على الدكتوراه، كنت خلالها أول دفعتي. وبعد عودتي التحقت بأمر تكليف بالجيش، وأصبحت بعد ذلك أول اختصاصي علاج طبيعي في مركز تأهيل القوات المسلحة في العجوزة مدة 15 سنة أصبحت بعدها كبير اختصاصيي العلاج الطبيعي في الجيش، ومدرسا لمادة العلاج (الكهربائي) في معهد العلاج الطبيعي في جامعة القاهرة.

شبيه عبد الناصر
· كيف أصبحت طبيب الرئيس عبد الناصر؟

ـ في أوائل (شباط) عام 1968م أبلغني اللواء طبيب مصطفى فريد، مدير مركز تأهيل القوات المسلحة بأنني كلفت بعلاج الرئيس جمال عبد الناصر. وذهبت بعد ذلك إلى منزل الرئيس، وكان معي الدكتور محمد فودة. وألقينا نظرة على المكان في البيت وحددنا مكانا ليكون عيادة العلاج الطبيعي الخاصة بالرئيس، وقمت بعمل الوصلات والتجهيزات البنائية، والكهربائية. وعندما تأكدت من أن كل شيء (100%) قمت بعمل أكثر من تجربة على أشخاص قبل الرئيس (أنا أعالج الرئيس جمال عبد الناصر مش أي حد).

ووقع اختياري على أحد أفراد رجال الأمن في بيت الرئيس وكان أسمه (زينهم). وكان الكاتب عادل حمودة ذكر في مقال له في صحيفة الأهرام أن زينهم هذا هو الذي كان يقوم بعملية التدليك، (وهذا خطأ ولا صحة له) (ووقع اختياري على زينهم لأنه كان في طول الرئيس وعرضه وكنت أقوم بوضعه في حوض مياه محاط بوصلات كهربائية، مع ضبط درجة حرارة المياه، وبدأت في إرسال الإشارات الكهربائية على عضلاته وذلك لضبط كل شيء قبل قدوم الرئيس).

أول لقاء
· كيف شعرت عندما جاءك الرئيس أول مرة؟

ـ أول مرة جاء الرئيس كانت لحظة تاريخية بالنسبة إليّ فعندما تم إبلاغ الرئيس بان عيادة العلاج الطبيعي جاهزة، شعرت برهبة وارتباك داما إلى لحظة لقائه. لكن، وأنت تجلس أو تقف معه كنت تجد الأمر عاديا جدا، لانه إنسان بسيط إلى أبعد مما تتصور. لكن بعد أن تنصرف من أمامه وتتذكر أنك كنت جالسا مع الرئيس جمال عبد الناصر، قد يغشى عليك. وهذه كانت (كاريزما) (شخصية) عبد الناصر.

كنت أقف في ممر ضيق ثم التفت إلى من يضع يده على كتفي ويقول بالحرف الواحد: (احنا متأسفين بنجيبكم بدري.. بس ده أملنا فيكم نحتاجكم وقت اللزوم).

خطة العلاج
· وماذا كانت طبيعة العلاج؟

ـ كنت مش عايز أتكلم في الموضوع ده.. لكن للضرورة أحكام.

بدأت رحلة العلاج منذ اليوم الأول من الساعة التاسعة صباحا مدة ساعة يوميا، بما في ذلك فترات السفر، وكان العلاج بثلاث طرق متكررة:

1ـ استخدمت في اليوم الأول مياها في درجة حرارة معينة داخل حوض (استانلس ستيل) محاط بإلكترونيات كهربائية تجعل العضلات تنقبض وتنفرج، كنوع من أنواع التدريبات. ولم يستخدم أي نوع من أنواع العلاج الموضعي إطلاقا.

2ـ تضمن اليوم الثاني تمارين جافة علاجية وليست رياضية موجهة لعضلات معينة كانت تعاني من الكسل.

3ـ كنت استخدم في اليوم الثالث أشعة حمراء بسيطة لتحفيز الدورة الدموية مدة عشر دقائق، وأذكر أن الرئيس قال وقتها: (سمت يا أحمد أن الأشعة دي ضارة).

فقلت: (برقبتي يا ريس..) وفي اليوم التالي أحضرت معي ما يثبت صدق كلامي، لكنه قال: (خلاص أنا عرفت كل حاجة).

كان الرئيس في جلسة واحدة قد أرى اتصالاته بمعاهد الأبحاث العالمية، وتأكد بنفسه لأنه كان قويا جدا في اللغة الإنجليزية. وهذا يؤكد ذكاءه، وحرصه على صحته، لمن يعتقد عكس ذلك. واستمر العلاج بهذا المستوى إلى أن انتهت متاعبه التي كان يشتكي منها، وهي ثقل في المشي خاصة وهو يصعد السلالم. وفي لمحة لا تخلو من التفاؤل بالشفاء، والثقة بالنفس قال لي الرئيس نفسه: (وبدأ بعد ذلك حضور المناورات مع الجنود على الجبهة أوائل سنة 1969 بكل قوة ونشاط وسهولة في الحركة، وتأكدت من ذلك بنفسي، ولم تعاوده المتاعب إلى أن توفاه الله.
منقووووووووووووووووول

» كل شيء عن طبيب العلاج الطبيعي
» الطبيب ياسر ايوب يكتب عن طبيب العلاج الطبيعي حسام الابراشي
» ما الفارق بين أخصائي الروماتيزم والتأهيل أو الطب الطبيعي وأخصائي العلاج الطبيعي؟