صلاح صوان يكتب: إخصائيو العلاج الطبيعي وحربهم من أجل لقمة العيش

الدستور / السبت 26 ديسمبر

صلاح صوان يكتب: إخصائيو العلاج الطبيعي وحربهم من أجل لقمة العيش

مهنة العلاج الطبيعي تتقدم وتتطور في حين ينادي أطباء الروماتيزم بإجهاضها والتخلف إلي الوراء بعيداً عن ركب التطور العالمي > ندعو من يقول إن إخصائيي العلاج فنيون أن يحكم عقله.. فهل هناك فني يقوم بدراسة الماجستير والدكتوراه

لم تعد مهنة العلاج الطبيعي فريسة لكل من يزايد عليها أو يطالب بحقوق الآخرين ويتجاهل حقوقها، ولعل الأحداث الأخيرة التي توالت علي هذه المهنة وما حققته من صمود وتقدم وتطور في العقدين الماضيين هو خير دليل أن هناك مكرًا ومكيدة ضد نجاح مهنة العلاج الطبيعي المتواصل والمستمر، ولكن الله لا يفلح كيد الماكرين، ويسخر لمهنتنا رجالاً شرفاء يعرفون حق المريض ويستمعون لنداء الواجب وما تمليه عليهم ضمائرهم تجاه بلدهم وأبنائهم، فشكرًا من القلب لهؤلاء الرجال الشرفاء الذين ساندوا ويساندون العلاج الطبيعي في مصر..

مرت مهنة العلاج الطبيعي بسلسلة طويلة من المتاعب والعراقيل في فترة قرابة الخمسين عاما الماضية خاضت فيها تحديات وتصديات لمحاولة الهيمنة والسيطرة غير المستحقة لأطباء الروماتيزم والتأهيل. تطورت مهنة العلاج الطبيعي بشكل واضح وملموس من شعبة في كلية إلي أربع كليات، وتم تأسيس نقابة فاعلة عام 1994 وتسير المهنة الآن في طريقها ناحية الاعتماد الدولي، وعلي صعيد آخر باتت مهنة الروماتيزم والتأهيل بدون شواهد حقيقية علي التطور، وإنما أصوات مرتفعة تناهض العلاج الطبيعي.

إن حقيقة الأزمة ما بين أطباء الروماتيزم وأخصائيي العلاج الطبيعي هي في الواقع لقمة العيش! فلما وجد أطباء الروماتيزم زملاءهم من الأطباء يتبادلون الرأي والمشورة مع العلاج الطبيعي دون الرجوع إليهم دبت النار في هشيم الروماتيزم التخصص المحدود عالميا وأشهر كل منهم سيفه في وجه العلاج الطبيعي ليزاحمه في لقمة العيش، وكلما ازدادت العلاقة الوثيقة بين العلاج الطبيعي والأطباء زادت نار الروماتيزم تجاه العلاج الطبيعي وكأن العلاج الطبيعي يخطئ عندما يحقق للطب نتائج طيبة، والواضح أن مهنة العلاج الطبيعي تتقدم وتتطور في حين ينادي أطباء الروماتيزم بإجهاضها والتخلف إلي الوراء بعيدًا عن ركب التطور العالمي.

والجدير بالذكر أنه لا توجد خلافات ألبتة بين مزاولي مهنة العلاج الطبيعي وسائر التخصصات الطبية المختلفة باستثناء مهنة الطب الطبيعي، فقد حدد قانون مزاولة مهنة الطب رقم 415 لسنة 1954 م وكذلك قانون مزاولة مهنة العلاج الطبيعي رقم 3 لسنة 1985 ولائحتة التنفيذية رقم 150 لسنة 1986 اختصاصات مزاول مهنة العلاج الطبيعي والطبيب المعالج (أيا كان تخصصه) وأيضا طبيعة العلاقة بينهما، فالطبيب المعالج له الكشف والتشخيص والعلاج بالدواء والجراحة وله تحويل المريض مباشرة إلي أخصائي العلاج الطبيعي بتقرير كتابي يقتصر علي التشخيص وما تلقاه المريض من علاج دوائي أو جراحي ومن ثم يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بوضع برنامج العلاج وتحديد أساليبه وطرق تنفيذه ويبادل الطبيب المعالج الرأي والمشورة. هذه هي حقيقة ما ورد بنصوص القوانين المنظمة لمهنتي الطب والعلاج الطبيعي والتي لا يعترض عليها في العالم سوي أطباء الروماتيزم والتأهيل المصريين! وعلي صعيد العلاج الطبيعي فالمهنة لا تطالب بلفظ طبيب أو الحق في وضع التشخيص الطبي فهذا دور مهنة الطب، والحصول علي بكالوريوس الطب والجراحة هو الطريق الوحيد لمزاولتها، كما أن الحصول علي بكالوريوس العلاج الطبيعي هو الطريق الوحيد لمزاولة العلاج الطبيعي. كما صدرت أحكام قضائية نهائية تفيد بأن استعمال أخصائي العلاج الطبيعي لفظ «دكتور» لا يعد مخالفة لقانون مزاولة مهنة الطب رقم 415 لسنة 1954 ولا يعد انتحالاً لصفة الطبيب.

ندعو الذين يزايدون علي المهنة ويدعون أن أخصائيي العلاج الطبيعي هم فنيون- ندعوهم إلي إحكام العقل، فهل هناك فني يقوم بدراسة الماجستير والدكتوراه؟ وهل هناك خطأ حيث قامت الدولة بإنشاء كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة ومن بعدها جامعة مصر و6 أكتوبر وجامعة فاروس بالإسكندرية؟ وهل كانت الدولة لا تعرف المصلحة وصرفت الملايين من الدولارات لإرسال البعثات إلي دول أمريكا وأوروبا للحصول علي الدكتوراه والعودة لتعليم أبنائها الطلاب؟ أم هناك خطأ في وزارة التعليم العالي التي اعتمدت مبلغ 14286400 جنيه مصريًا للصرف علي مشروع الاعتماد الدولي لكلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة! الكثير والكثير من هذه المفارقات لا يستطيع أطباء الروماتيزم النقاش ولا الخوض فيها، وإنما يسعون فقط لفرض سيطرتهم غير العلمية وغير المستحقة بل والمنازعة علي لقمة أكل العيش. ونسوق لكم مثالاًِ من الولايات المتحدة الأمريكية والتي يعمل بها ما لا يقل عن 2000 إخصائي علاج طبيعي مصريي الجنسية يقومون بوضع وتنفيذ برنامج العلاج الطبيعي دون شرط أو قيد من أحد، ولا يؤتمن إخصائي العلاج الطبيعي المصري في تقييم المريض ووضع وتنفيذ برنامجه في بلده مصر! وهل من المعقول أن الولايات المتحدة الأمريكية طورت برامج ومناهج التعليم حيث يقوم أخصائي العلاج الطبيعي هناك بالتشخيص أيضا ويحصل علي درجة D.P.T أي دكتور علاج طبيعي له الحق في التشخيص! ونحن هنا في بلد الحضارة ننادي بجعل إخصائيي العلاج الطبيعي فنيين تابعين. فهل هذا صوت العقل في هذه الأيام؟ وإذا كان هذا هو وضع وحال إخصائي العلاج الطبيعي عالميا فهل جمهورية مصر العربية تقع خارج نطاق الكرة الأرضية؟! فلمصلحة من هذا التخلف عن العالم؟؟

وفي شأن المنازعات علي لقمة أكل العيش من قبل أطباء الروماتيزم صدرت القوانين التالية الملزمة بفصل إدارات العلاج الطبيعي عن إدارات الروماتيزم والتأهيل:-

1- مزاولة مهنة العلاج الطبيعي صدر قانون بشأنها رقم (3) لسنة 1985 ولائحته التنفيذية رقم (150) لسنة 1986.

2- استحدثت المجموعة النوعية لوظائف العلاج الطبيعي والاختصاصات التي تمارس من خلال هذه المجموعة بجداول وظائف المديرية بقرار الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة رقم (452) لسنة 1987 مادة (1) وكذلك قرارات ذات الجهاز رقم (168) لسنة 1987. 3- صدر قرار الوزير المؤرخ في 10/ 2/ 1993 لتغيير مسمي الطب الطبيعي إلي روماتيزم وتأهيل، أما مسمي العلاج الطبيعي فكما هو دون تغيير.

4- صدر قرار وزير الصحة رقم 159 لسنة 1987 باستحداث تقسيم تنظيمي للعلاج الطبيعي يكون ذا نشاط مستقل عن نشاط الروماتيزم والتأهيل.

5- صدرت فتوي المستشار القانوني لوزير الصحة في 16/7 /1986 والمتضمنة أن عمل الأطباء يختلف عن ممارس العلاج الطبيعي والنصوص لا تسمح باعتبار أيهما رئيسًا فنيًا للآخر.

6- صدرت تعليمات من الأستاذ الدكتور وزير الصحة لرئيس الإدارة المركزية للرعاية العلاجية والعاجلة بشأن تنظيم العلاقة بين الروماتيزم والتأهيل ومزاولة مهنة العلاج الطبيعي في 12/4/1998.

7- صدر قرار وزير الصحة رقم (129) لسنة 2001 بشأن إنشاء إدارة العلاج الطبيعي بديوان عام الوزارة والمديريات واستقلالية أقسام العلاج الطبيعي بناء علي حكم القضاء الإداري رقم (7194/د49ق).

8- صدر قرار من مديرية الشئون الصحية بالشرقية بتاريخ 2003/3/12 يقضي باستقلالية أقسام العلاج الطبيعي ورئاستها الفنية والإدارية لإخصائي العلاج الطبيعي.

9- صدر قرار من رئاسة الهيئة العامة للتأمين الصحي بتاريخ2004/6/6 يقضي باستقلالية أقسام العلاج الطبيعي ورئاستها الفنية والادارية لإخصائي العلاج الطبيعي.

10- صدر حكم إدارية عليا بتاريخ 2001/12/21 رقم(808) /35 ق بشأن عدم إخضاع ممارسي وإخصائيي العلاج إلي إشراف الفني والإداري من قبل الأطباء المعالجين.

11- صدر حكم إدارية عليا بتاريخ

2002/11/30 استقلالية أقسام العلاج الطبيعي ورئاستها الفنية والإدارية لإخصائي العلاج الطبيعي.

12- صدر حكم إدارية عليا بتاريخ 2005/12/24 بشأن استقلالية العلاج الطبيعي وضرورة فصل نشاط العلاج الطبيعي عن نشاط الروماتيزم والتأهيل، واعتبار كل منهما نشاطًا مستقلاً وأن وظيفة العلاج الطبيعي وظيفة مستقلة.

وبناء علي ما سبق من قوانين وقرارات واجبة التنفيذ نهيب بالسيد الأستاذ الدكتور وزير الصحة تعميم فصل أقسام العلاج الطبيعي فنيًا وإداريًا عن أقسام الروماتيزم، مما يزيد من الحاجة الماسة لإدارة مركزية للعلاج الطبيعي بوزارة الصحة وأيضا تعيين مستشار للعلاج الطبيعي بالوزارة.

دعوة إلي المغالين من أطباء الروماتيزم إلي العمل والاجتهاد في تخصصهم المتميز «الأمراض الروماتيزمية» الذي لا ينافسهم فيها أحد عملاً وعلمًا والابتعاد كل البعد عن مهنة العلاج الطبيعي التي تثبت دائما أنها مهنة قوية وتسير بنجاح طالما كانت بعيدة عن تخصص الروماتيزم والتأهيل، وإلي كل طبيب روماتيزم يظن في نفسه أنه فوق القانون ويستطيع بصوته أن يهيمن علي عمل واختصاصات الآخرين لابد أن يعلم جيدا انه خاسر ومازال يخسر دائما، وأن النجاح هو حليف العلاج الطبيعي منذ نشأته. فلنحتكم جميعًا إلي صوت العقل والحكمة وكفي بنا مشاحنات ومهاترات لا نعلم لمصلحة من؟ وندعو إلي مؤتمر عالمي للعلاج الطبيعي والروماتيزم تشرف عليه وزارتا الصحة والتعليم العالي وتشارك فيه لجان حيادية من المؤسسات المعنية بالتخصص عالميًا، حتي يتسني لنا أن ننهي هذه الحالة من الاحتقان ووضع الاختصاصات الملزمة لكلا الجانبين وإغلاق ملف الخلاف علي أسس عالمية وبضمانات من الطرفين، والنظر إلي مستقبل العلم والتطور في بلدنا بدلاً من النظر إلي ماضي الجهل والتأخر

لينك الخبر

http://dostor.org/ar...41679&Itemid=30

» الطبيب ياسر ايوب يكتب عن طبيب العلاج الطبيعي حسام الابراشي
» ما الفارق بين أخصائي الروماتيزم والتأهيل أو الطب الطبيعي وأخصائي العلاج الطبيعي؟
» ما هو العلاج الطبيعي ؟